الأسلحة والأمن 2018, الوصفة الأوكرانية للحروب الحديثة

كان من دواعي سرور ميناديفونس أن يدعى إلى معرض الأسلحة والأمن 2018 بأوكرانيا الذي عقد قبل بضعة أيام في كييف.

على الرغم من كونه متواضعا من ناحية الحجم وعدد المشاركين الأجانب, إلا أن المعرض كان ممتعاً للغاية, حيث أظهر التطور السريع والمستمر, والمدعوم من الصناعة العسكرية الأوكرانية تحت ضغط واقع التخوف من الحرب, الخطوات التي يمكن وصفها بأنها صناعة حقيقية.

بشكل عام, من المفيد مقارنة هذا المعرض بالطبعات السابقة القديمة, تعتبر نسخة الأسلحة والأمن 2018 أكثر واقعية, اذ لم توفر مساحة للمعدات التي لم يتم اختبارها على أرض الميدان, ولم تستفد من العرض.

الشركتان التي قامتا بعرض طائرات بدون طيار قدمت اجابات بطريقة صريحة لمدى نجاعة أنظمتهم “أفضل طريقة لاستخدامها هي كالبغال لتزويد الخط الأمامي بالذخيرة أو لإجلاء الجرحى” أين قام مصمم الدرون بالاسهام في الشرح قائلا “من الصعب استخدامهم للمهام الاندفاعية بسبب الصعوبات المرتبطة بالارسالات اللاسلكية”

هذه بالضبط هي خصوصية الحرب بين أوكرانيا والانفصاليين المؤيدين لروسيا في منطقة دونباس, تجمع هذه الحرب المتوسطة الكثافة بين المدفعية التقليدية وعمليات المدفعية المضادة, والقتال في المناطق الحضرية وحرب العصابات, وكل ذلك مع اعتراض جوي وتشويش إلكتروني عالي الكثافة.

على كلا الجانبين, هناك إفراط في استخدام التشويش والاتصالات المشفرة والاعتراضية, كل ذلك في بيئة فوضوية, حيث يتم خلط المشاهد الحضرية بمساحات مفتوحة واسعة, وكثيراً ما تتعرض للطين.

على جانبي خط المواجهة, هناك حتمية لمنع العدو من الاتصال, الكشف عن مواقعه, ومهاجمته بأدق طريقة ممكنة, مع أكبر قدر ممكن من القوة النارية, وخاصة, الحفاظ على مسافة أمنة بين الهدف وعناصره الخاصة.

هذا هو جوهر وركيزة اهتمام معرض الأسلحة والأمن 2018.

فيما يخص مهام اعتراض الاشارات و فك تشفيرها/صياغتها, العديد من الشركات قدمت حلولا مثل Infosakhist أيضا Ukrspetstechnika و SIF Crypton, تسمح معداتهم بتحديد نقاط اتصالات العدو بدقة وتصنيفها وفك تشفيرها, كما أنها تتيح امكانية تحويل تدفق شبكات المحمول المدنية والاستماع إلى الاتصالات الهائلة, وهذا من خلال تحديد نوع الجهاز والموقع الجغرافي للمستخدم وارتباط اتصالاته بالآخرين, انتهاءا برسم خريطة من الشبكات, بالإضافة إلى ذلك, تقترح حلولا للتشويشش على اتصالات العدو وشبكات الاتصالات الخاصة به.

أسلحة الدقة :

ابقاء العدو على أكبر مسافة أمنة, قصفه بدقة وبأقصى قوة نارية, ما يمثل هاجس واحتياج الجيش الأوكراني في هاته السنوات الأربع الأخيرة, والتي استجابت لها صناعة الدفاع الأوكرانية.

من المدى البعيد إلى القتال القريب, التمسنا أن هناك تطور للصواريخ والقذائف والأنظمة المضادة للدبابات والمعدات القتالية الفردية للجنود, ناهيك عن وسائل تحديد الأهداف ذات الصلة, مثل الدرونات, وأنظمة تحديد الاتجاه التي ذكرناها سابقاً وأنظمة الاتصالات.

كان الصاروخ GROM-2, الموجود على منصة Ukroboronprom, عامل جذب حقيقي للزوار, صاروخ باليستي بمدى 500 كم, صممه مكتب تصميم Yuzhnoye بتمويل من المملكة العربية السعودية.

أيضا, راجمة صواريخ Le Vilha, عيار 300 مم, مشابها للنظام الروسي سميرتش, لكن مجهز بصواريخ موجهة وأفضل مدى “120كم“.

أيضا Verba, وهو تطوير لنظام MLRS BM21,

و Verba ، وهو تطور من MLRS BM21 بصواريخ من عيار 122 مم, مجهز بنظام التحكم الآلي في إطلاق النار, وصواريخ مع مدى ودقة أكبر, بميزة كبيرة, اذ ليس من الضروري أن يتدخل الطاقم حتى في إعادة التحميل والتي تتم من المقصورة.

بالنسبة لأنظمة الصواريخ الموجهة المحمولة ATGM وغيرها من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات, قدمت Luch, وهي شركة تابعة لـ Ukroboronprom خمسة نماذج تتراوح عياراتها بين 90 إلى 125 مم, محمولة أو للمركبات, والتي يتراوح مداها بين 2000 و 5500 متر, تحت مسميات Barrier و Falarik و Stugna و Corsar أيضا Konus.

في مجموعة الأسلحة الفردية, قدم مصنع Precision Mechanic, وهو أيضًا فرع لشركة UOP , نظام PMP 2, وهو ما يعادل 2A42 الروسي عيار 30 مم. و PGSH-30 (Pé Gué Sha 30) وهو قاذفة قنابل يدوية تكرارية عيار 30 ملم بمخزن ذخيرة من 5 جولات و مدى 1600 متر.

وعلى صعيد العيارات الصغيرة, فان مجمع Fort, قدم مجموعته من المسدسات الآلية والبنادق الهجومية, فضلاً عن البنادق الدقيقة.

تضمن الجديد, ادخال مجموعة PA بألية غير قاتلة وذخائر مطاطية

المركبات :

أبان الجيش الأوكراني عن اهتمامه بحماية أفراده أثناء تحركاتهم, أين تظهر المعدات درجة تركيزهم على الحد من خطورة الألغام و العبوات الناسفة و الطلقات أثناء أداء مهامهم.

لقد رأينا مجموعة مثيرة للاهتمام من المركبات المضادة للألغام, ناقلات الجند المدرعة و مركبات المشاة القتالية, مع نوعية أكبر أو تساوي بكثير.

لاحظنا نسقين, انشاء مركبات جديدة, اساسا المركبات المضادة للألغام Mraps مثلVarta و Novator لشركة درع أوكرانيا Ukrainian Armor, أو مركبات المشاة القتالية Kozak و Practika و Varan من شركة Techimpex, أيضا تطوير لمعدات سابقة مثل MTLB, BRDM و BMP المقترحة من Technimex مع نظام تدريع نموذجي خفيف الوزن, أو كلية, مجموعة التحديث الجذري من BTR60 المقترح من Practika, والتي تحول الـ 60 IFV القديمة إلى IFV القرن الحادي والعشرين مع الاحتفاظ بميكانيزم الجر الأصلي فقط.

أسفر التعاون بين أوكرانيا والجمهورية التشيكية عن تثبيت شركة Excalibur التشيكية وإنتاج مجموعتها من حزم الترقية, ابتداءا من مدفعها Dana M1 ذاتي الحركة ومجموعة تحديث BMP1 المثيرة للإعجاب.

سنعود بالتفصيل حول هاته المعدات في مقالات أخرى.

Comments

comments