قفزة نوعية للتصنيع العسكري في الجزائر ؟

بمناسبة الذكرى 55 لاستقلال الجزائر التي تصادف 5 جويلية مديرية الاتصال لوزارة الدفاع الوطني نظمت معرضا في ساحة مركب رياض الفتح بالقرب من متحف الجيش تحت عنوان الصناعة الوطنية

هذا النوع من التظاهرات اصبح يتم تنظيمه بشكل متكرر في هذه المناسبة ومن تقاليد الاحتفالات المخلدة للذكرى ومناسبة للاطلاع على القيمة التكنولوجية لمثل هذه الصناعات

بدون الدخول في تفاصيل مثل ان هذه المنتوجات التي يتدخل فيها عادة طرف ثالث وتطرح اسئلة عن جدواها الاقتصادية ومساهمتها في النسيج الاقتصادي للبلد وهل الخيارات تمت عبر استدراج عروض او عبر استشارات مفتوحة او مغلقة خصوصا بالنظر الى عدد الشركات العالمية التي عرضت او ابدت استعدادها لنقل التكنولوجيا العسكرية الخاصة بالصنيع الى الجزائر والذي هو اكبر بكثير من العدد الذي نعتقد اننا حصلنا عليه او وصل الينا بالفعل ولو ان السيئ هو الغياب التام للهندسة المحلية المطلوبة في مثل هذه الخيارات التصنيعية

هذه الملاحظات كانت في نظرنا جدية ومشروعة الى ان فوجئنا اليوم بمدى تدخل مراكز البحث و الهندسة التابعة للجيش مثل قاعدة البليدة او مؤسسة الصناعة الميكانيكيةمن اجل الاستجابة الى حجم الحاجيات الفعلية للجيش

كان هذا المعرض مناسبة للكشف عن بعض هذه الانجازات

البداية كانت مع تعديل المدفع المضاد للدبابات و الدروع السوفيتي MT12 بتركيبه على شاسي زيتروس 6/6 هذا التعديل سمح بجعل مدفع عيار 100 ملم 2A29 اكثر قابلية للحركة وبسرعة كبيرة وهو الامر الذي كان مستحيلا من قبل
في السابق كان هذا المدفع مخصص لدعم ومساندة المراكز الثابتة في وضع الدفاع المستكن لينتقل اليوم الى مرافقة الوحدات الهجومية
حتى لو ظهر ان هذا المدفع قد تجاوزه الزمن فإننا نعتقد ان نفس التعديل يمكن ان يستفيد منه المدفع الصيني الحديث المماثل في الوزن والابعاد ASH-1 عيار 155 ملم الذي يتم استعماله الان للدفاع الساحلي

المنتوج الثاني كان المدفع السوفيتي الشهير D 30 الاخف وزنا و الاكثر عملية من المدفع السابق والذي يستفيد من الاستقرار على ظهر نفس العربة من خلال اربع روافع هيدروليكية مع خزانة ملحقة لحفظ 48 قذيفة ملحقة بالمدفع مما يوفر له ادامة جيدة مع تحكم عن بعد نظام الكتروني للمعركة الذي يسمح له بالعمل ضمن شبكة C2 ، المركبة مجهزة بنظام ابحار INS والكل يمكن اخفاؤه وتمويهه بواسطة شبكة خاصة
يبقى المدفع D30 العمود الفقري لمدفعيتنا المجرورة والذي له وزن كبير في لاقوام القتالي للمعركة خصوصا بعد دخول القذيفة الموجهة بالليزر kitolov 2m المماثلة لقذيفة كراسنوبول الذكية مما يجعل المدفع ضمن الاسلحة الذكية الدقيقة التوجيه والبعيدة المدى
في نفس الوقت هناك مشروع لجعل المدفع بتلقيم الي اوتوماتيكي
الجدير بالذكر انه المرة الاولى التي يتم فيها تعديل شاحنة مرسيدس الى مدفع ذاتي الحركة

في نفس الوقت تم تعديل شاحنة اونيموغ مرسيدس لتصبح مدفع مضاد للطائرات ذاتي الحركة بتركيب مدفع zsu 23 ملم عليها كما في الصورة

اما سيارة المرسيدس كلاس g فقد تم تعديلها لتحمل رشاش متوسط عيار 12,7 ملم ومن غير المسابعد ان تظهر تعديلات اخرى تحمل المدفع الرشاش 14.5 ملم او صواريخ مضادة للدبابات كورنيت او غيرها

هناك ايضا نموذج تم تزويده براجمة صواريخ مما يعطي مرونة اكبر للمدفعية في ارض المعركة في دعم القوات البرية
عربة اخرى من نفس النوع تم عرضها معدلة لمهام حراسة الحدود مجهزة ببرج مصنع محليا مزود برشاش متحكم فبه عن بعد من داخل العربة مع معدات اتصال ومراقبة من صنع محلي برخصة علامة Rohde & Schwarz الالمانية

عربة جديدة نالت حظها من التعديلات وستدخل الخدمة رسميا اليوم وهي عربة BTR 60 مجهزة ببرج مصنع محليا مسلح بقاذفات صواريخ مضادة للدبابات من نوع كورنت مما يجعلها قانصة دبابات حقيقية

من عين المكان تحدثنا مع مسؤولين سامين في الصناعات العسكرية الذين اكدوا ان هناك نماذج وتعديلات جديدة على مستوى التدريع التجهيز وانظمة القتال وادارة المعارك وانظمة النيران من تصميم مكاتب دراسات محلية ومن انجاز مؤسسات محلية عمومية وخاصة ستدخل الخدمة تباعا وبالتدريج
ايضا من المؤسسات الحاضرة في المعرض مؤسسة الصناعات الميكانيكية بخنسلة التي عرضت نماذج لرشاش الكلاشنكوف AKM ومشتقاته اين تم تعويض الخشب بمادة البوليمر البلاستيكية شديدة الصلابة والاكثر خفة
المعرض سيبقى مستمرا الى غاية يوم 10 جويلية مع احتفاء خاص يوم 5 جويلية

Comments

comments