Home 5 الشرق الأوسط 5 مصر والصين ستنظمان تدريبًا جويًا مشتركًا
Egypte Chine

مصر والصين ستنظمان تدريبًا جويًا مشتركًا

أعلنت وزارة الدفاع الصينية، اليوم 16 أبريل 2025، عن تنظيم مناورة عسكرية مشتركة بين القوات الجوية الصينية والمصرية، تحمل اسم “نسر الحضارة-2025”. ومن المقرر أن تجرى هذه المناورة في مصر خلال الفترة من منتصف أبريل إلى أوائل مايو، وستكون الأولى من نوعها بين البلدين. ووفقًا للبيان الرسمي، سترسل قوات جيش التحرير الشعبي الصيني (القوات الجوية) وحدة للمشاركة في هذا التدريب، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون العملي وتعميق الصداقة والثقة المتبادلة بين جيشي البلدين.

تشكل مناورة “نسر الحضارة-2025” علامة بارزة في تاريخ العلاقات العسكرية بين الصين ومصر. حتى الآن، اقتصر التعاون العسكري بين البلدين على التبادلات الدبلوماسية، والزيارات رفيعة المستوى، والاتفاقيات في مجال الدفاع. وتعكس هذه المناورة المشتركة الجوية الأولى التزام البلدين بتعزيز علاقاتهما الاستراتيجية، في سياق جيوسياسي يحتل فيه الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي مكانة مركزية.
اسم المناورة، “نسر الحضارة”، يعكس الجذور التاريخية والثقافية العميقة لكلا البلدين، اللذين يرثان حضارات عريقة تمتد لآلاف السنين. كما يرمز إلى طموحهما المشترك لتعزيز السلام والتعاون من خلال مبادرات عسكرية مشتركة.
وفقًا لوزارة الدفاع الصينية، يهدف التدريب بشكل رئيسي إلى تعزيز التعاون العملي بين القوات الجوية للبلدين. من المرجح أن تشمل الأنشطة المخطط لها محاكاة للقتال الجوي، وعمليات البحث والإنقاذ، بالإضافة إلى تدريبات التنسيق التكتيكي. ستتيح هذه المناورات للجيشين تبادل الخبرات، وتحسين قابلية التشغيل البيني، وتعزيز قدرتهما على الاستجابة المشتركة للأزمات الإقليمية المحتملة.
علاوة على ذلك، تسعى المناورة إلى تعزيز الثقة المتبادلة بين القوات المسلحة الصينية والمصرية. في عالم يتسم بالتوترات الجيوسياسية المتزايدة، لا سيما في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تبرز هذه المبادرة كدليل على رغبة البلدين في لعب دور نشط في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
يأتي التعاون العسكري بين الصين ومصر في إطار أوسع لعلاقاتهما الثنائية، التي شهدت تعزيزًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. في عام 2024، احتفل البلدان بالذكرى العاشرة لشراكتهما الاستراتيجية الشاملة، والتي تميزت بتكثيف التبادلات الاقتصادية والثقافية والسياسية. أصبحت الصين واحدة من أهم الشركاء التجاريين لمصر، خاصة من خلال مشاريع البنية التحتية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
على الصعيد العسكري، ضاعف البلدان جهودهما لتعميق تعاونهما. يشارك ضباط مصريون بانتظام في برامج تدريبية في الصين، بينما تقوم وفود عسكرية صينية بزيارات إلى مصر لمناقشة قضايا الدفاع. كما حصلت مصر على معدات عسكرية صينية، بما في ذلك طائرات بدون طيار وأنظمة دفاع، مما عزز الروابط العملياتية بين الجيشين.
تندرج مناورة “نسر الحضارة-2025” أيضًا ضمن سلسلة من المبادرات العسكرية متعددة الأطراف التي تشارك فيها الصين. فعلى سبيل المثال، في مارس 2025، شاركت البحرية الصينية في مناورة “رابط الأمن-2025” مع إيران وروسيا، مما يظهر التزامها بتعزيز شراكاتها الاستراتيجية على المستوى العالمي. من جانبها، تسعى مصر، كقوة إقليمية رئيسية، إلى تنويع تحالفاتها العسكرية، مع الحفاظ على علاقات متوازنة مع شركائها التقليديين مثل الولايات المتحدة وروسيا.
تأتي هذه المناورة المشتركة في سياق إقليمي معقد، يتسم بتحديات أمنية مثل الإرهاب، والصراعات في السودان المجاور، والتوترات في البحر الأحمر. من خلال تعزيز تعاونهما العسكري، ترسل الصين ومصر رسالة واضحة حول التزامهما بالمساهمة في الأمن الإقليمي. بالنسبة لمصر، تمثل هذه المناورة فرصة لتحديث قواتها الجوية والاستفادة من الخبرة الصينية في مجالات مثل التكنولوجيا المتقدمة والحرب الإلكترونية. أما بالنسبة للصين، فهي فرصة لتوسيع نفوذها الاستراتيجي في إفريقيا والشرق الأوسط، مع تعزيز صورتها كشريك موثوق.
على الصعيد الدولي، قد تثير هذه المبادرة ردود فعل متباينة. قد يرى بعض المراقبون الغربيون أنها محاولة من الصين لزيادة بصمتها العسكرية في منطقة يهيمن عليها تقليديًا الولايات المتحدة وحلفاؤها. ومع ذلك، تؤكد كل من الصين ومصر على الطابع الدفاعي والتعاوني لهذه المناورة، التي لا تهدف إلى تهديد أي طرف ثالث.
قد تمهد مناورة “نسر الحضارة-2025” الطريق لمبادرات مشتركة أخرى بين الصين ومصر، خاصة في المجالات البحرية والبرية. مع تعميق البلدين لشراكتهما الاستراتيجية، من المرجح أن يلعب تعاونهما العسكري دورًا متزايدًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدفاع عن مصالحهما المشتركة.
في الختام، تشكل هذه المناورة خطوة جديدة في العلاقات الصينية-المصرية، وتبرز طموحهما المشترك لتعزيز تعاونهما في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. وبينما يحلق “نسر الحضارة” في السماء، فإنه يرمز ليس فقط إلى الصداقة بين أمتين، بل أيضًا إلى التزامهما ببناء مستقبل من السلام والازدهار.

Comments

comments

Leave a Reply

Actu en images

Sondages

Que pensez-vous de la communication du MDN?

View Results

Loading ... Loading ...

Commentaires Recents

    x

    Check Also

    وصول طائرة التمرين L39NG إلى الجزائر لإجراء تجارب

    من الرسمي الآن، أن نموذج L-39NG وصل اليوم إلى الجزائر لإجراء حملة تجارب بهدف اقتنائه ...

    Safe Angel

    البحرية التونسية تعزز اسطولها بواخر حربية أمريكية

    وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع عسكري خارجي محتمل للحكومة التونسية يشمل قوارب SAFE Archangel ...

    تكشف John COCKERILL Defense عن أحدث منتجاتها

    في إطار جولتنا الأوروبية ، كان من دواعي سرورنا زيارة مصنع John Cockerill Defense في ...