ارتفاع خسائر سلاح الجو الجزائري موضوع للنقاش

تعيد حادثة سقوط مروحية السنجاب التابعة لسلاح الدرك الوطني بالناحية العسكرية الثالثة بالنعامة الى الواجهة الحديث و النقاش حول الخسائر المرتفعة لسلاح الجو الجزائري خلال العشر سنوات الاخيرة

من الضروري الانتباه الى ان هذا الحادث هو الثاني في اقل من شهر بعد حادثة مروحية المرلين باحمر العين في تيبازة
خلال سنة 2014 تدخلت وزارة الدفاع الوطني بعد ان ظهرت بعض الاصوات التي تطالب بكشف سبب الحوادث المتكررة باصدار بيان يركز على الاستعمال المفرط لطائرات سلاح الجو في عمليات التدريب و التمرين المختلفة والتي تستلزم طلعات مستمرة ليلا ونهارا لابقاء سلاح الجو بحالة من الجهوزية التامة

بداية من 2007 عرف سلاحنا الجوي 19 حالة سقوط لطائرات حربية جزائرية سواء في الخارج او في الجزائر نتج عنه خسارة 21 طائرة

نعم ليس هناك خلل في الارقام باعتبار ان حادثتين نتجتا عن تصادم طائرتين في الجو مما يجعل الرقم 19 حادث و 21 طائرة تمثل الخسائر المادية لسلاحنا الجوي

خلال سنة 2008 طائرة تدريب متقدم ل-39 تصطدم بطائرة تدريب اساسي من نوع زلين فوق المدرج بقاعدة طفراوي الجوية
خلال سنة 2012 واثناء تدريب ليلي طائرتين مقاتلتين ميغ 29 تصطدمان ببعضهما البعض في الجو ، التحقيق يظهر ان سبب الارتطام هو سوء توجيه من الردار الارضي للمطار، طائرات الميغ 29 تعتمد بشكل كبير على التوجيه الارضي،

خلال 10 سنوات فقد 115 شخص حياته بسبب الحوادث الجوية التي عرفها سلاحنا الجوي ، (7 حوادث سقوط مروحيات، 3 حوادث سقوط طائرات نقل ، 3 طائرات تدريب ، 8 طائرات قتال)

اكبر عدد من الحوادث كان من نصيب طائرات الميغ 29 ،حيث سجلت 6 حوادث خلال العشر سنوات الماضية و 10 طائرات منذ دخول هذا الصنف الخدمة في سلاحنا الجوي نهاية التسعينات

اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الجزائر اشترت 47 طائرة من هذا النوع هذا يعني اننا خسرنا 21 بالمائة من الجمالي الطائرات من هذا النوع، بدون حساب الخسائر الناتجة عن الاستعمال و الاهتلاك

بدون ان ننسى ان طائرات الميغ 29 التي اشترتها الجزائر كانت طائرات مستعملة لكنها كانت وفق النموذج السوفيتي المتقدم وليس وفق النموذج المصدر الى دول العالم الثالث وكانت تعمل في الخطوط الامامية لحلف وارسو اي انها كانت في وقتها طائرات حديثة و متقدمة

طبعا في ظل عدم نشر نتائج التحقيقات غير انه يمكن تقدير ان 40 بالمائة من اسباب السقوط تعود الى اخطاء بشرية التي لا تعود بالضرورة الى الطاقم اي الطيارين ، يمكن ان تكون خطأ من تقنيي التوجيه الارضي في المطارات مع حادث واحد يعود السبب فيه الى الاحوال الجوية السيئة

المشاكل التقنية المتعلقة بالصيانة تسببت في 35 بالمائة من الحوادث اما حادثة المرلين فيعود اساسا الى خطأ بشري من الطيار بالرغم من ان خطوط الضغط العالي لا يمكن رؤيتها بواسطة مناظير الرؤية الليلية الخاصة بالطيار

74 بالمائة من الحوادث وقعت نهارا و 26 بالمائة اثناء طلعات ليلية
اهم الخلاصات :
1 ضرورة سحب الطائرات القديمة من الخدمة مثل الميغ 29
2 ضرورة رفع عدد ساعات الطيران مع اعادة النظر في تكوين عمال وتقنيي الصيانة
3 ضرورة رفع معدلات التدريب ما بين الاسراب و مابين الاسلحة
4 زيادة الاحتكاك في المناوروات الوتدريبات المشتركة بين سلاحنا الجوي واسلحة الجو العالمية لاكتساب مزيد من الخبرة
5 الانتقال نحو اعتماد نظام سيطرة و ادارة لامركزي بدلا من النظام المركزي الحالي
6 تحديث انظمة السيطرة و المراقبة والتحكم الموجودة
7 انشاء طيران جيش و طيران بحرية مستقلين عن القوات الجوية لتخفيف العبء عن هذه الاخيرة

ترجمة الأستاذ عبدالرحمان صلاح

Comments

comments