Translated by: Hammerhead
في يوم 13 فيفري الماضي، إلتقى فريق Menadefense بالسيد أرمن نافاسارديان Arman Navasardian، الديبلوماسي الأرميني و القنصل السابق للإتحاد السوفياتي في عنابة الجزائرية، وذلك في العاصمة الأرمينية يريفان. كما أدلى بحوار حصري لوقع Menadefense أين أطلعنا على معلومة مهمة وهي أن : عنابة كانت و لمدة 20 سنة قاعدة عبور لأسطول الغواصات النووية السوفيتية.
“السبب الرئيسي لفتح القنصلية العامة للإتحاد السوفياتي في عنابة كان في بادىء الأمر هو تسيير عملية بناء مركب الحديد و الصلب الحجار، وتلى ذلك متابعة عمليات التزود والعبور للاسطول السوفياتي في البحر المتوسط، وعلى وجه الخصوص الغواصات التي كانت تصل كل شهر”، يؤكد محدثنا.
هذا التصريح ينهى كل اللغط الذي أثير على مر السنين و الذي كانت مختلف الحكومات الجزائرية المتعاقبة تنفي وجود قاعدة او عدة قواعد سوفياتية في الجزائر.
وفي عنابة تم تداول أسطورة شعبية والتي تقول بوقوع حادث لغواصة روسية في الميناء القديم. الحادث الذي وقع بداية سنوات السبعينات أو نهاية حقبة الستينات، والذي تسبب في إثارة ضجة لدى السلطات حول هذا القدوم و الرحيل للكثير من “الأجانب”.
وحسب السيد Armen Navasardian فإن عنابة كانت خلال الفترة التي كان فيها قنصلا (1975-1980) ميناء العبور الوحيد غربي البحر المتوسط بالنسبة للأسطول الإستراتيجي السوفياتي.
غير أن ذلك ليس كل الحقيقة، لأن سفن التابعة للأسطول الخامس ” Cinquième Eskadra ” كانت تقوم بعمليات توقف في ليبيا وحتى في تونس، ولكن لم يكن مسموح للطاقم بالنزول على اليابسة و القيام بعمليات التزود بالماء و الأغذية سوى في ميناء عنابة.
مع العمل أن مناوبات الغواصات كانت تمتد من 6 إلى 9 أشهر في عرض البحر.
فيما تمثل التواجد السوفياتي في البحر المتوسط؟
قام الإتحاد السوفياتي لمجابهة الأسطول السادس الأمريكي الذي يرابط في البحر الأبيض المتوسط بنشر وحدات بحرية إبتداءا من سنة 1957 بإقتطاع سفن و قطع حربية من أساطيل بحر البلطيق، بحر الشمال و على وجه الخصوص من أسطول البحر الأسود.
ففي البداية كان الحضور السوفياتي في البحر المتوسط محتشما لكن سرعان ما تضاعف بعد الحصول على قاعدة فالونا Valonaالألبانية واعتمادها كقاعدة رئيسية سنة 1958، دام ذلك إلى غاية سنة 1961 تبعه ذلك عملية إنتشار عبر نقاط لوجيستية عائمة في أعالي البحار والتي سمحت للقطع الروسية بالمحافظة على حضورها الدائم إلى غاية التقارب الذي حدث مع مصر و سوريا، واللتان عرضتا كل من قواعد الإسكندرية، بور سعيد و مرسى مطروح بالنسبة لمصر، و قاعدة طرطوس بالنسبة لسوريا ما سمح لموسكو بالإبقاء على حوالي 50 قطعة بحرية والتي كانت المكون للأسطول الخامس البحري والذي كان يرابط في البحر البحر المتوسط بشكل مستمر لغاية سنة 1986.
هذا السرب كان يتشكل من طرادين، من 3 إلى 8 مدمرات، 6 إلى 8 غواصات حاملة للصواريخ النووية و القية كانت عبارة عن سفن دعم.
وكانت مهمة هذا الأسطول هو القيام بدوريات دائمة لحماية البلدان الصديقة، جمع المعلومات الإستخباراتية ومتابعة نشاطات الأسطول السادس الأمريكي والبحريات الغربية.
كما كانت إحدى مهام هذا الأسطول في حال نشوب حرب نووية، هو امتلاك القدرية على القيام بضربات نووية ضد أوروبا.
كان نشاط الأسطول الخامس cinquième Eskadra معتمدا بشكل أساسي على العلاقات السياسية مع دولة مصر، التي قامت سنة 1976 بغصدار الأوامر لإخلاء القواعدا البحرية، ما ساهم في خسارة الإتحاد السوفياتي لقدراته على صيانة و إصلاح سفنه ما دفع بموسكو لنقل كل قواتها إلى مينائي طرطوس بسوريا و تيفات Tivatبوغوسلافيا.
وفي سنة 1961 كانت الأحداث التي وقعت بين الصين و الإتحاد السوفياتي سببا في إغلاق ألبانيا لقاعدة Valona.
هذه الوضعية الغير مستقرة دفعت البحرية السوفياتية إلى مضاعفة قواعد الإرتباط الصغيرة التابعة لها و طلب حقوق الرسو في موانىء العديد من الدول مثل ليبيا، تونس و المغرب.
في سنة 1969 فقط أين أصبحت عنابة مركز العبور الرسمي للأسطول الخامس السوفياتي وتم تدشين هذا التواجد بالزيارة التي قام الطراد الثقيل مورمانسك Mourmanskوالذي امتدت زيارته من 12 إلى 18 أفريل.
وانطلاقا من ذلك التاريخ لم يمر شهر دون رسو لإحدى القطع البحرية السوفياتية أو بعضها، وأحيانا كان يتم تمديد فترة الرسو لسفينة حربية أو غواصة.
كما شهد هذا الميناء على سبيل المثال رسو الغواصة B25 من الفئة Foxtrot المشروع 641 (Projekt 641) والتي بقيت لعدة أيام سنة 1971.
كذلك الغواصة S-384 من نفس الفئة والتي رست لمدة شهر بمرفأ عنابة بعد توقف بسدرة بليبيا بين شهري ديسمبر 1972 و جانفي 1973.
وفي شهر ماي 1972 غواصة اخرى من فئة Foxtrot و هي B103 سجلت حضورها هي الأخرى بميناء عنابة في الشرق الجزائري، وإضافة للغواصات، قامت العديد من السفن الحربية من مختلف الأحجام والتابعة لمختلف الأساطيل السوفياتية بالتوقف بشكل دوري في عنابة، بجعها قاعدة إستراتيجية حقيقية في غرب المتوسط والتي مرت عبرها المئات من القنابل الذرية لأكثر من 20 سنة.
Commentaires Recents