Home 5 شمال إفريقيا 5 المغرب يتبنى صاروخ “ستينغر” : رهان محفوف بالمخاطر في مواجهة الطائرات المسيّرة والطيران الحديث
Stinger

المغرب يتبنى صاروخ “ستينغر” : رهان محفوف بالمخاطر في مواجهة الطائرات المسيّرة والطيران الحديث

وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم، على صفقة بيع عسكري خارجي لصالح المغرب، تشمل 600 صاروخ من طراز Stinger FIM-92K Block I بقيمة 825 مليون دولار، وفقًا لوكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية (DSCA). وتشمل الصفقة خدمات في مجالات الهندسة، والخدمات اللوجستية، والدعم الفني، التي ستقدمها شركتا RTX Corporation وLockheed Martin.

يُعد الـ FIM-92K نسخة محسّنة من صواريخ “ستينغر”، ويشمل عدة تحسينات تقنية مقارنة بالإصدارات السابقة. أولاً، زُوّد برأس حربي يعمل بالتفجير القريب، تم تقديمه لأول مرة في النسخة FIM-92J، مما يزيد من فعاليته ضد الأهداف الصغيرة كالمسيّرات، إذ ينفجر الصاروخ قرب الهدف عند تعذر الإصابة المباشرة، مما يزيد من قدرته التدميرية.

كما تم تصميم هذه النسخة لتناسب المنصات المحمولة على العربات، مزودة بوصلة بيانات (datalink) تتيح للعربة تزويد الصاروخ بمعلومات مستحدثة عن الهدف، ما يقلل من اعتماده على المستشعرات الحرارية ويُحسّن دقته ضد الأهداف منخفضة البصمة. كما أنه يحتوي على محرّك طيران جديد وكبسولة توليد غاز، مما يطيل عمره الافتراضي حتى 10 سنوات. كذلك، يواصل نظام التوجيه بالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، المتوفر منذ النسخة FIM-92B، تقديم أداء متميز في التمييز بين الأهداف والتمويهات الحرارية مثل الشعلات.

من حيث التكلفة، تثير هذه الصفقة تساؤلات عديدة. إذ يبلغ سعر الصاروخ الواحد، مع احتساب الخدمات، حوالي 1.375 مليون دولار، بينما بلغ متوسط سعر الصاروخ في صفقة أمريكية عام 2022 لشراء 1468 صاروخًا حوالي 468 ألف دولار فقط. ورغم أن التضخم والخدمات المضافة يفسرون جزئيًا الفارق، إلا أن التحسينات التقنية مثل التفجير القريب ووصلة البيانات تبرر جزئياً الزيادة. ومع ذلك، فإن فارق السعر – ثلاثة أضعاف تقريبًا – قد يعود لعوامل أخرى كهوامش أرباح أعلى، أو تكاليف لوجستية مخصصة لهذه الصفقة الدولية، أو حتى عمولات وسطاء.

صاروخ “ستينغر” هو أحد أسلحة الحروب التي عادت بقوة. بعد استخدامه الناجح في الحرب السوفياتية-الأفغانية.

فمنذ بداية الغزو السوفياتي لأفغانستان عام 1979، اعتمدت القوات السوفياتية بشكل كبير على طيرانها، لا سيما المروحيات الهجومية مثل Mi-24 Hind والطائرات القتالية مثل Su-25، لقمع المقاومة الأفغانية. وكان المجاهدون يفتقرون إلى وسائل فعالة للتصدي للطيران، إذ أن الأسلحة المضادة للطيران التي امتلكوها كالرشاشات الثقيلة والمدافع القديمة لم تكن فعالة ضد الطائرات الحديثة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.

هذا الاختلال في ميزان القوى منح الأفضلية للسوفيات، الذين استخدموا طائراتهم في مهام استطلاع ونقل وهجمات مباشرة على مواقع الثوار في تضاريس جبلية وعرة. وقد واجه المجاهدون صعوبة كبيرة في صدّ تلك الهجمات دون تكنولوجيا مناسبة.

في عام 1986، وخلال “عملية الإعصار” السرية التي أطلقتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لدعم المجاهدين، بدأت الولايات المتحدة بتزويدهم بصواريخ ستينغر المحمولة على الكتف.

كان لتلك الصواريخ أثر مدوٍ، إذ تمكن المجاهدون في أولى المواجهات من إسقاط عدة مروحيات من طراز Mi-24 التي كانت تعتبر شبه منيعة. وتشير تقديرات إلى أن صواريخ الستينغر دمّرت مئات الطائرات السوفياتية بين 1986 و1989، بما في ذلك مروحيات وطائرات نقل ومقاتلات.

دراسة صادرة عن الـ CIA واستشهد بها المؤرخ Alan J. Kuperman، ذكرت أن المجاهدين أسقطوا نحو 270 طائرة من أصل 340 صاروخًا تم إطلاقها، بنسبة نجاح تتراوح بين 75% و80%.

أما في الحرب الأوكرانية، فقد حصلت القوات الأوكرانية على أعداد كبيرة من صواريخ ستينغر من مختلف الأجيال. تم تسليم حوالي 2000 صاروخ لكييف قبل اندلاع الحرب، وتوالت الشحنات لاحقًا. وتشير مصادر إعلامية أوكرانية إلى حاجة يومية إلى 500 صاروخ لمواجهة الطيران الروسي.

في عام 2022، ومع بداية الغزو، نجحت القوات الأوكرانية في إسقاط عدد كبير من الطائرات بسبب تقدم القوات الروسية بشكل غير مغطى. عملية الهجوم على مطار Gostomel مثال حي على ذلك، حيث تم إسقاط عدة مروحيات روسية نتيجة الكثافة العددية وانعدام الحماية الجوية. لكن بحلول 2023 و2024، انخفضت فعالية الستينغر بشكل كبير بسبب تحسن التكتيكات الروسية، خصوصًا مع فعالية نظام President-S الروسي المخصص للتشويش على الصواريخ المضادة.

لا توجد إحصائيات دقيقة حول أداء الستينغر في الحرب الأوكرانية، لكن هناك حالات موثقة، مثل إسقاط مقاتلة Su-30 في كمين قرب خاركيف في سبتمبر 2022، وإسقاط مروحيتين أو ثلاث فوق خزان كييف في فبراير من نفس العام.

وقد خسر الروس حتى الآن 117 مروحية و119 طائرة خلال الحرب، حيث وقعت 60% من هذه الخسائر عام 2022. غالبية هذه الطائرات أُسقطت عبر منظومات متوسطة المدى مثل BUK وTor السوفياتية، إلى جانب أنظمة Patriot وNASAMS الغربية. التعديلات التقنية التي أجرتها روسيا على طائراتها والتطور في تكتيكاتها ساهمت في تقليل الخسائر بشكل ملحوظ. ففي عام 2025، اقتصرت الخسائر الروسية على طائرة واحدة وخمس مروحيات فقط، مما يعكس التراجع الكبير في فاعلية الدفاع الجوي الأوكراني المحمول على الكتف.

Comments

comments

Leave a Reply

Actu en images

Meko
Chadli

Sondages

Que pensez-vous de la communication du MDN?

View Results

Loading ... Loading ...

Commentaires Recents

    x

    Check Also

    وصول طائرة التمرين L39NG إلى الجزائر لإجراء تجارب

    من الرسمي الآن، أن نموذج L-39NG وصل اليوم إلى الجزائر لإجراء حملة تجارب بهدف اقتنائه ...

    Safe Angel

    البحرية التونسية تعزز اسطولها بواخر حربية أمريكية

    وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع عسكري خارجي محتمل للحكومة التونسية يشمل قوارب SAFE Archangel ...

    تكشف John COCKERILL Defense عن أحدث منتجاتها

    في إطار جولتنا الأوروبية ، كان من دواعي سرورنا زيارة مصنع John Cockerill Defense في ...